نظّمت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية بالتعاون مع هيئة التراث ورشة عمل بعنوان "التراث الثقافي بالمحميات الطبيعية: تقاطعات الشراكة بين هيئة التراث وهيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية"، وذلك في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى دمج البعد الثقافي مع البيئي وتعزيز الهوية الوطنية من خلال المحميات الطبيعية. وشهدت الورشة مشاركة عدد من المتخصصين والخبراء من الجهتين، حيث جرى استعراض سبل توظيف التراث الثقافي غير المادي في سياق المحميات، وإبراز دور المجتمعات المحلية في صونه ونقله للأجيال المقبلة، إضافة إلى مناقشة محاور شملت الآثار، والتراث العمراني، والحرف اليدوية، إلى جانب التراث غير المادي وما يحمله من ممارسات وعادات تعكس هوية المكان وخصوصيته. وتأتي هذه الورشة تجسيدًا لتكامل الأدوار بين الجهات الوطنية المعنية بالتراث والبيئة، وانسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في المحافظة على الموروث الثقافي، وصون التنوع الطبيعي، وخلق تجربة سياحية متكاملة تُبرز ثراء الهوية السعودية في أبعادها البيئية والثقافية.
استعرضت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ورقتين علميتين في المؤتمر الدولي الثاني عشر للمراعي (Congress Xllinternational Rangeland)، الذي عُقد في مدينة أديلايد بأستراليا، خلال الفترة من 2 إلى 6 يونيو 2025م، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين الدوليين المختصين في مجال إدارة واستعادة المراعي. وتناولت الورقة العلمية الأولى التي قدمتها مدير إدارة صون الطبيعة كوثر الشلاش بعنوان (Restoration techniques of rangelands in the hyper-arid area of central Saudi Arabia)، الطرق والتقنيات المبتكرة لاستعادة المراعي في المناطق شديدة الجفاف بوسط المملكة العربية السعودية، مع التركيز على الحلول المستدامة التي تراعي التحديات المناخية والبيئية، والتكيف مع الظروف المناخية. أما الورقة العلمية الثانية قدمتها مدير مكتب البحث والابتكار الدكتورة ماريسكا ويجرمان والتي حملت عنوان (Restoring Biodiversity in a Hyper-Arid Ecosystem in Saudi Arabia)، فتناولت الجهود المبذولة لاستعادة التنوع الأحيائي في النظام البيئي الصحراوي شديد الجفاف في المملكة، من خلال تطبيق منهجيات علمية حديثة، وبرامج للرصد البيئي تعتمد على أحدث التقنيات. يُذكر أن مشاركة هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية بالأوراق والأبحاث العلمية في المؤتمرات والندوات المتخصصة في المجال البيئي، تأتي انطلاقًا من استراتيجية الهيئة الهادفة إلى تعزيز البيئة العلمية، وتبادل المعرفة والخبرات على المستوى العالمي، بما يسهم في تطوير حلول فاعلة لمواجهة التحديات البيئية في المحميات الطبيعية.
ضبطت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية أكثر من 370 مخالفة بيئية داخل نطاق محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد ومحمية الملك خالد، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري 2025، في إطار جهودها المستمرة للحفاظ على البيئة والتنوع الأحيائي. وأوضحت الهيئة أن فرق الرقابة البيئية تمكنت من ضبط مخالفات متنوعة شملت الرعي دون ترخيص، والتخييم العشوائي، وترك الإبل السائبة، إلى جانب دهس الغطاء النباتي، ودخول المركبات إلى الفياض والروضات، فضلاً عن إشعال النار في أماكن غير مخصصة لذلك، وغيرها من التجاوزات التي جرى التعامل معها وفق الأنظمة واللوائح البيئية المعتمدة. وأكدت الهيئة أن جهودها الرقابية تأتي وفقًا لاستراتيجيتها الهادفة إلى صون النظم البيئية، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، إسهامًا في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ومواكبةً لأهداف مبادرة السعودية الخضراء التي تسعى إلى ترسيخ مبادئ الاستدامة البيئية وتعزيز الالتزام بالتشريعات المنظمة لحماية البيئة.
نظّمت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية برنامجين تدريبيين استهدفت من خلالهما تطوير المهارات، وتعزيز فرص العمل، وترسيخ الوعي البيئي للمجتمع المحلي، وذلك امتدادًا لدورها في تعزيز دوره وتمكينه، وتنفيذًا لرؤيتها في تحقيق تنمية بيئية واقتصادية متوازنة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأقيم البرنامج الأول بعنوان "إعداد السيرة الذاتية وصفحة LinkedIn باحترافية"، استهدف تأهيل أكثر من 17 متدربة من المجتمع المحلي، وتمكينهن من بناء هويات مهنية رقمية تعزز فرصهن في سوق العمل، وتواكب التوجهات الحديثة في التنمية البشرية والتوظيف الرقمي. وتناول البرنامج، الذي استمر على مدى يومين، عددًا من المحاور التطبيقية، أبرزها: التعرف على مكونات السيرة الذاتية، واستعراض المهارات والخبرات بطريقة احترافية، وبناء صفحة LinkedIn تعكس الهوية المهنية بتميّز وفعالية. فيما أقيم البرنامج الثاني بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية افتراضيًا بعنوان "التسويق الإلكتروني"، وذلك دعمًا للأسر المنتجة، وتمكينًا لروّاد الأعمال من أفراد المجتمع المحلي، عبر تطوير مهاراتهم التسويقية وتعزيز قدراتهم على الترويج الذكي لمشروعاتهم الصغيرة ضمن بيئة رقمية متسارعة. وشهدت الدورة مشاركة أكثر من 24 متدرب ومتدربة، وتضمنت عددًا من المحاور المتخصصة، منها: استراتيجيات التسويق الرقمي، وأهمية التسويق الإلكتروني، ومقدمة في التسويق الرقمي للأسر المنتجة، إلى جانب أسس بناء الهوية الرقمية. وتؤكد هذه البرامج التدريبية التزام هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية في تحقيق استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز المشاركة المجتمعية، من خلال تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع المحلي وتمكينه ليكون قادرًا على الإسهام بفاعلية في صون الطبيعة وتنمية مواردها، وإتاحة الفرص المستدامة لهم؛ التي تجمع بين التمكين المعرفي والتنمية البيئية المستدامة.
نظّمت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، فعالية تطوعية، بمشاركة أكثر من 20 متطوعًا ومتطوعة من أفراد المجتمع المحلي؛ بهدف تعزيز الوعي البيئي والإسهام في استدامة الغطاء النباتي. وشملت الفعالية أنشطة ميدانية لجمع بذور النباتات المحلية، إلى جانب المشاركة في أعمال تأهيل بعض المناطق الطبيعية في روضة خريم، إحدى أبرز وجهات المحمية الشهيرة، التي تتميز بتنوعها الحيوي وبيئتها الفريدة. وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من البرامج التطوعية التي تنفذها الهيئة؛ بهدف تمكين أفراد المجتمع من الإسهام في حماية البيئة وتنمية مواقعها الطبيعية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز الاستدامة البيئية وزيادة مشاركة المجتمع في مبادرات الحفاظ على الطبيعة.
من محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية، وفي عمق الصحراء، وبين كثبانها، كان "موسم العرمة" يحاكي زواره بصوت الطبيعة، ويفتح ذراعيه لعشاق التجربة البيئية، فلم تكن المواسم مجرد فعاليات سياحية، بل رحلة، جمعت بين الحُسن البيئي، والرؤية الطموحة، والإنسان الشغوف. فخلال أربعة مواسم متتالية لم تكن العرمة مجرد محطة سياحية، بل أصبحت وجهة وطنية تنبض بالحياة، تمكنت الهيئة من خلالها من جذب أكثر من مليون سائح بيئي، فبخُطًا هادئة بدأ "موسم العرمة" الأول مسجلًا نحو 52 ألف زائر، ثم تسارعت الوتيرة لتصل إلى نحو 230 ألف زائر في الموسم الثاني، وبالتزامن مع توسع منظومة الخدمات التي ارتفعت إلى 8 مقدمي خدمات سياحية، ومع تفاعل الجمهور المتزايد، ازداد الحضور في الموسم الثالث ليبلغ أكثر من 300 ألف زائر يشاركهم 12 من مقدمي الخدمات في تقديم تجربة بيئية متكاملة، ثم جاء الموسم الرابع ليُتوج المسيرة، مسجلًا أكثر من 400 ألف زائر، في مشهد يعكس تصاعدًا لافتًا لم يكن وليد صدفة، بل نتيجة لعمل مؤسسي دؤوب، ورؤية إستراتيجية بدأت من تطوير البنية التحتية، ومرت بتمكين منشآت القطاع الخاص والمجتمع المحلي، وانتهت بنموذج سياحي وطني يستحق الاحتفاء. وحرصت الهيئة في "موسم العرمة" على تقديم تجربة سياحية متكاملة، من خلال تفعيل 13 نشاطًا بيئيًّا في محمية الإمام عبدالعزيز ومحمية الملك خالد الملكية، تضمنت: التخييم، والمشي الخلوي، وركوب الراحلة، والدراجات الهوائية، والتنزه، والسفاري، وتأمل النجوم، وإقامة الفعاليات، والمنتجات المحلية، وعربات الطعام والخدمات المتنقلة، وأنشطة الهواء الطلق، والإرشاد السياحي، كما جهزت 358 وحدة بيئية لتوفير بيئة إقامة مريحة وآمنة لزوار المحميتين. وفي سبيل بناء قاعدة بشرية مؤهلة تقود هذا التحول، أولت الهيئة اهتمامًا خاصًّا بتأهيل الكوادر الوطنية، إذ عملت على تدريب أكثر من 70 مُتدربًا ومُتدربة من منسوبيها، ومن مقدمي الخدمات السياحية، وأفراد من المجتمع المحلي، من خلال برامج تدريبية متخصصة للحصول على رخصة الإرشاد السياحي البيئي، التي حصل عليها حتى الآن أكثر من 43 مُتدربًا ومُتدربة في مسار المحميتين؛ مما يؤهلهم للقيام بدورهم في تعزيز السياحة المستدامة ونقل المعرفة البيئية. وفي سياق متصل نظمت الهيئة عددًا من الورش التدريبية لمقدمي الخدمات السياحية البيئية، ركزت فيها على مفاهيم السياحة البيئية، وأسس التنزه المسؤول، وطرق التعامل السليم مع الحياة الفطرية، إلى جانب تدريبهم على كيفية إدارة المخاطر الناتجة عن ممارسة الأنشطة البيئية، مؤكدة أن مقدم الخدمة هو الشريك الأساسي في نجاح أي تجربة سياحية. يذكر أن موسم العرمة لم يكن مجرد فعالية سياحية بيئية، بل كان نموذجًا وطنيًّا متكاملًا للسياحة البيئية المستدامة، إذ نجحت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية في تحويل الموسم إلى تجربة فريدة تجمع السياحة البيئية والترفيه والحفاظ على الطبيعة، بتخطيط يتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد وتمكين المجتمعات، ليصبح العرمة أكثر من موقع جغرافي، إنها رسالة وطنية تُروى بلغة الطبيعة، وتُكتب مستقبلًا أخضرَ مستدام.
وقّعت هيئة تطوير محمية الإمام عبد العزيز بن محمد الملكية مذكرة تفاهم مع صندوق التنمية الزراعية، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجالات تنمية الغطاء النباتي، واستدامة الأنظمة البيئية، ودعم المجتمعات المحلية داخل نطاق المحمية، وبما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء. وقد مثّل هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية بالتوقيع الرئيس التنفيذي الدكتور طلال بن عبدالله الحريقي، فيما مثّل صندوق التنمية الزراعية بالتوقيع الرئيس التنفيذي منير بن فهد السهلي. وتناولت بنود المذكرة عددًا من أوجه التعاون منها دعم وتطوير مبادرات ومشاريع مشتركة، من أبرزها التعاون في تطوير مبادرة "مسار دعم مربي النحل في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية"، وذلك من خلال توفير التدريب والمستشارين المتخصصين وتقديم الخدمات الفنية والتسويقية، إضافة إلى دعم الحصول على الشهادات والتراخيص المطلوبة من الجهات المختصة والحصول على تمويل في حال استيفاء المتطلبات. وتشمل مجالات التعاون إتاحة مواقع مخصصة لإقامة مشاتل برية مؤقتة بالتنسيق بين الطرفين، وكذلك التعاون في مجال تعزيز استخدام التقنيات والممارسات الحديثة للحفاظ على الموارد الطبيعية، مثل تقنيات ترشيد الريّ ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، إلى جانب تبادل الخبرات وتنفيذ المبادرات وورش العمل ذات الاهتمام المشترك. ويأتي توقيع هذه المذكرة ضمن الجهود المشتركة بين هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية وصندوق التنمية الزراعية لتعزيز الاستدامة البيئية، وتمكين المجتمع المحلي، ودعم وتمويل المشاريع والمبادرات البيئية والزراعية، للمساهمة في تحقيق تنمية زراعية شاملة ومستدامة داخل محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية.
دشّن صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، المقر الرئيس للهيئة في مدينة الرياض. وتجوّل سموه في أروقة المقر الذي يراعي الاستدامة البيئية ومواكبة التقنيات الحديثة في بيئة العمل، ويعكس انسجامًا بصريًا ووظيفيًا مع المحيط الطبيعي، من خلال كفاءة الطاقة، واستخدام المواد المستدامة، وتكامل الأنظمة الذكية في التحكم والإدارة. واطّلع سموّه على أحدث تقنيات نظم المعلومات الجيومكانية وما وصلت إليه الهيئة من تطوير مرصد العرمة البيئي، والذي من خلاله تعمل الهيئة على إدارة ومتابعة الأعمال الميدانية لمحمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية، وتسهّل أتمتة مهام الرصد الميدانية للملاحظات والمخالفات البيئية ومتابعة الحياة الفطرية، إلى جانب مراقبة نمو الغطاء النباتي ورصد التغيرات البيئية الطارئة والعمل على معالجتها. وخلال الجولة التقى سموّه منسوبي الهيئة وحثّهم على بذل المزيد من الجهود لتحقيق طموحات القيادة -أيدها الله- كل في مجاله، مؤكدًا أهمية بيئة العمل ودورها المهم في تحفيز العطاء.